في سعي الشركات لتحقيق الربحية، تلجأ العديد منها إلى تقليص القوى العاملة كوسيلة لتخفيض التكاليف وتعزيز الكفاءة بشكل مزعوم. هذه الاستراتيجية، التي اشتهر بها قادة مثل جاك ويلش، الذي كان يُعتبر “قائد القرن” بفضل إنجازاته البارزة في شركة جنرال إلكتريك، أصبحت نهجًا متبعًا لدى العديد من المؤسسات. ومع ذلك، غالبًا ما تخفق هذه الاستراتيجية في تحقيق النتائج المرجوة.
جاك ويلش، المعروف بمهاراته الإدارية، لم يَسلَم من النقد، وخصوصًا فيما يتعلق بتوجهه نحو تقليص القوى العاملة. وعلى الرغم من انتشار هذا النهج، فإنه يتجاهل غالبًا عاملًا بالغ الأهمية: القيمة الحقيقية للموظفين ومهاراتهم الفريدة.
عدم تقدير واستغلال المهارات الخاصة الموجودة داخل القوى العاملة يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية على قيمة الشركة في السوق. عندما يُنظر إلى الموظفين كأرقام على ورقة مالية بدلاً من كونهم أصولًا قيّمة، فإن الشركة تخاطر بتقويض إمكانياتها في النمو والابتكار.
مثال مؤثر هو حالة ديزني في عام 1999، عندما أدى فصل موظف كفء كان يمتلك خبرة في أنظمة السلامة إلى تكبد تكاليف مالية أعلى بسبب حوادث كان من الممكن تجنبها ونتائج مأساوية.
حتى جاك ويلش نفسه شدد على أهمية الحفاظ على كفاءات الموظفين وتنميتها، واعتبرها العامل الأهم لنجاح أي مبادرة استراتيجية. فالقيادة الحقيقية، كما أشار، تتطلب أكثر من مجرد اتباع الاتجاهات أو تنفيذ حلول سريعة دون النظر إلى تأثيرها طويل الأمد.
القيادة الفعالة تتطلب فهمًا عميقًا لحالة المنظمة الحالية، وتطلعاتها، والمسار الأنسب لتحقيق أهدافها. وبدلاً من التركيز على المكاسب قصيرة الأجل من خلال إجراءات تقليص التكاليف العشوائية، يجب على القادة الاستثمار في قواهم العاملة وبناء ثقافة تُقدّر وتستغل الإمكانات الكاملة لكل فرد.
في الختام، لا ينبغي أن تأتي السعي لتحقيق الربحية على حساب المواهب والخبرات. من خلال تبني جزء من فلسفة جاك ويلش، يمكن للمؤسسات أن تحقق إمكانياتها الكاملة وتدفع نحو نمو مستدام في بيئة الأعمال الديناميكية اليوم.
Dr. Salwa Al-Halafi
