• العنوان: الرياض، المملكة العربية السعودية
  • البريد الإلكتروني: info@drsalwaforleadership.com
  • رقم الهاتف: 966533035070+

الاحتراق الوظيفي للقادة

شارك

في بوست سابق تحدثت عن أحد نتائج بحثي في المؤثرات على السلوك والأداء القيادي… وكانت المفاجأة: الاحتراق الوظيفي.

لكن مهلاً، لا أتحدث هنا عن الاحتراق الوظيفي الذي اعتدنا سماعه بين الموظفين.
أتحدث عن القائد حين يحترق!

لم تكن هذه من النتائج التي توقعت الوصول لها، لكن… نعم، القائد أيضاً قد ينهار تحت الضغط.

ويشاركني هذه المفاجأة بحث قديم نُشر عام 1981 لـ Levinson، الذي وصف الاحتراق الوظيفي للقيادات حينها بأنه “ظاهرة غير متوقعة”، وتحدث عن بداية عصر جديد من الاعتماد على الذات Self-Reliance.

اليوم، نحن نعلم أن الاحتراق الوظيفي قد يصيب الجميع، ولكن ما الذي يصيب القادة تحديداً؟

من خلال دراستي، وجدت أن السبب الأهم هو التغيير المتسارع لا السريع، حيث تتغير الاتجاهات بنفس الوتيرة لكن في مسارات متعددة، مما يزيد العبء الذهني والضغط على القائد، الذي بالكاد يحاول اللحاق بهدف ما حتى يتبدل فجأة.

وهنا السؤال الأهم: ماذا يحدث عندما يحترق القادة؟
حسب تقرير Gallup لعام 2020:
القائد يشعر بمسؤولية أن يكون إيجابيًا، داعمًا، ومتفائلًا أمام الفريق حتى في أكثر مراحل المنظمة غموضًا وعدم يقين.
هذا الشعور بالمسؤولية يجبره أحيانًا على إنكار مشاعره الحقيقية، مما يؤدي إلى ضغط داخلي متراكم،
ثم إحباط عميق ناتج عن التوتر العالي وثقل التوقعات.

وهذا بالفعل ما عبّرت عنه عيّنة دراستي… أحدهم قالت: “أظن أنني أعاني من احتراق وظيفي”، دون أن تدرك ذلك مسبقاً.
الإجهاد الجسدي والنفسي قد يجعل القائد غير قادر حتى على تشخيص ما يمر به.

الضبابية في الأهداف، التوتر، السلبية، الإحباط… هذه ليست أعراض عابرة، بل مؤشرات حقيقية.

والأخطر؟ أن أثر هذا الاحتراق لا يبقى داخل القائد فقط، بل ينتشر إلى الفريق والمنظمة ككل.

تشير دراسة بعنوان “Burnout Is About Your Workplace, Not Your People” نُشرت في Harvard Business Review عام 2017
إلى أن القائد المحترق يؤثر بشكل مباشر على بيئة العمل، حيث:

“الاحتراق الوظيفي في المناصب القيادية ينعكس على الفريق،
مما يؤدي إلى انخفاض الأداء بنسبة تصل إلى 20%،
وزيادة معدل الدوران الوظيفي في الفريق بنسبة تتجاوز 15%.”

فهل نحتاج أن نعيد التفكير في دعم القادة… قبل فوات الأوان؟

د.سلوى الحلافي
خبيرة في السلوك القيادي|جامعة لانكستر بريطانيا

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *