في دراسة أجراها كل من مومسيلوفيتش، نيكوليتش، وأرسوفسكي عام 2016، تم استكشاف الدور البارز لأنواع الذكاء المختلفة في القيادة الفعالة، وخاصة في سياق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (SMEs). طرحت الدراسة سؤالًا مثيرًا للاهتمام: أي نوع من الذكاء هو الأكثر فائدة للقادة لفهم وتوجيه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؟
حدّد الباحثون ثلاثة أنواع رئيسية من الذكاء تساهم في نجاح القيادة:
الذكاء العقلاني (IQ):
يساعد القادة على حل المشكلات المنطقية، مما يزودهم بالقدرات الإدراكية اللازمة لاتخاذ القرارات الاستراتيجية وحل المشكلات.
الذكاء العاطفي (EQ):
يمكّن القادة من الوعي بمشاعرهم ومشاعر الآخرين، مما يعزز التعاطف. هذه المهارة تساعد القادة على فهم وتقييم الديناميكيات العاطفية للمواقف، مما يمكنهم من الاستجابة بفعالية لاحتياجات الفريق الداخلية والتحديات الخارجية للأعمال.
الذكاء الروحي (SQ):
وُصف بأنه الشكل الأكثر شمولًا للذكاء، حيث يدمج الذكاء العقلاني والعاطفي ويعمل كأساس لوظائفهما الصحيحة. يسمح الذكاء الروحي للقادة برؤية حياتهم وعملهم في سياق أوسع وأكثر معنى. من خلاله، يمكن للقادة تقييم ما إذا كان إجراء معين أو قرار يتماشى مع هدف أسمى، مما يعود بالنفع على أنفسهم وعلى المؤسسة الصغيرة أو المتوسطة.
وفقًا للدراسة، يلعب الذكاء الروحي دورًا محوريًا في توجيه القادة نحو اتخاذ قرارات ذات معنى، مما يؤدي في النهاية إلى نجاح طويل الأمد للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. تشير النتائج إلى أن المؤسسات التي تسعى للتفوق في السوق التنافسية اليوم يجب أن تعطي الأولوية لاختيار قادة يتمتعون ليس فقط بالذكاء والمعرفة العاطفية، ولكن أيضًا بالحكمة المستمدة من الذكاء الروحي.
د. سلوى الحلافي
